Saturday, June 19, 2010

لـــقــاء الــروح





وجد نفسه يبكي بين زراعيها
حينها لم يستطيع ان يمنع دموعه من اقتحام اسوار عينيه,
نظر اليها وتذكر ....


تذكر ان نهاره ذلك اليوم لم يكن كآي نهار
فقد كان لشمس ذلك اليوم دفئء خاص لم يشعر به من قبل .
شعر وكأنها تطلب منه الاستيقاظ

استيقظ مبتسما على عكس عادته
لاول مره يشعر ببدايه يومه
فقد كانت بداية يومه دائما كنهايته
ورغم هذه التغيرات الا انه لم يلحظها

فقد كان يشعر ان شيئا ما سيحدث بل كان هذا هو الاحساس الوحيد المسيطر عليه في صباح يومه الغريب الذي جعله فاقد للذاكره

لحظه استيقاظه نسى كل ما مضى من ايامه وبدون اي سبب يدور بخاطره


فتح خزانة ملابسه وجمع منها القليل من النقود والملابس دون ان يشعر
كان يبدو كالمخدر ولكن بصوت الطيور ودفئ شمس صباحه الساحر

اخذته قدماه لخارج باب منزله الصغير الذى كان يسكنه فى قريه جميله يسكنها القليل من اهله واصدقائه
دون ان ينظر خلفه سبقته عيناه الى اللا معروف من الاماكن

فقد بداخله يشعر هذا المكان ويراه بل ويستنشق نسيمه ويلمس بأطراف صوابعه ازهاره , وعندما فتح عيناه اخذ يمشي وهو ينظر امامه بدون ان يفكر فيما مضى من ايام

بدأ يبتعد واعين الناس تترقبه , تستعجب الى اين هو ذاهب فلاول مره منذ خمسة وعشرون عاما يسافر ويترك قريته

وهو كل ما يدور بخاطره أن ما مضى من فقدان للهويه وتخبط داخل ايام لم تكن الا ايام حزن كل هذا قد انتهى
فقد كان يشعر انه راحل كى يلتقي بنفسه , ليتعرف على ذاته , ليكتشف سر حياته




أستجمع قواه واخذ في المضي عابرا جبال وانهار يقابل من البلاد اغربها ومن الناس اعجبها , ومن القلوب اطهرها
و لكن

لم يستوقفه كل هذا فمازال يشعر ان ما خرج لاجله لم يقابله بعد

ظل يمشي الى ان نفذت نقوده و طعامه وقف وقد كان ابتعد عن اى مكان به بشر

كان يفكر وهو ضعيف القوه , هل يرجع ام يكمل مسيرته
نظر امامه لم يجد من العلامات ما يدل انه سيقابل المزيد من البلاد
وتذكر انه منذ ان خرج من منزله لم ينظر خلفه حتى ولو لمره واحده

حينها وقف محاولا ان يدرك ما هذا الشعور الذي جعله يتخذ قرار في عدم العوده وان يكمل ما بدأ

ظل يسير وهو يشعر ان هناك ضوء داخله يرشد قدماه الى مكان سيكون له وحده , مكان سيجد فيه ضحكته وذاته , كلما شعر هذا الاحساس كلما ازدادت قوته

ولكن كلما نظر الى الامام ايضا كلما بدأ يفقد ايمانه بما داخله من احساس فليس هناك الا المزيد من الجبال , جبال عاليه اذا استطاع ان يعبر اولها فسيموت تعبا الى ان يصل لثانيها



كانت هناك حرب بين رغبته في معرفة سر خروجه وسر اختلاف صباحه هذا اليوم وبين فقدان الامل في اي لحظه

استطاع ان يحارب ما بداخله من يأس وفقدان للامل وتقوي النور الذي بداخله نور ولِد منذ اول يوم خطت قدماه مشوار حياته كلها .

ولكن لم يستطيع ان يحارب احتياج جسده للطعام وشعر بتعب شديد
بدأالنور بداخله يضعف ويفقد امله في الذي خرج لاجله

استلقى على الارض يصارع تعبه وضعفه الى ان سرقته لحظات نوم عميق شعر في اولها انه لن يفتح عيناه بعدها ابدا وانها ستكون اخر لحظاته


لم يكن يعلم انه اقترب كثيرا من حلمه تضعف دقات قلبه , تقل انفاسه , تخرج دموعه لتلمس خديه لاخر مره

وقبل ان يودع الحياه سمع صوت في رقته يشبه الناي , صوت غناء لامرأه
خُلقت لتكون للجمال اعلى مثال , كانت ترتدي زي الملكات , تجول تهامس الزهور وتغني باحلى الكلمات , كلما اقترب صوتها منه كلما زادت انفاسه


وحينها رأى بعيناه الضعيفتان نور طلتها شعر دقات قلبه تزداد سرعتها , حاول ان يستجمع قواه مرة اخرى ويقف ليقترب منها اكثر , ولكن اذ به يخطو خطوتين وفي الثالثه يقع ولكن هذه المره وقع بين يديها , فاذ به يبكي بين زراعيها , لم تستطع سعادته ان تمنع دموعه من اقتحام اسوار عينه


نظر لها ولمس خداها بيده , حاول ان يتكلم , ان يهمس , ليسألها عن سر وجودها هنا وحدها , وحدها في بلاد ابعد من ان يصلها مخلوق , وضعت يدها على شفتاه قائله , لقد طالت مدة انتظاري ملاكى


حينها اخبرته دقات قلبه ان من تحتويه بذراعيها هي ما كان يبحث عنه , هي ضحكته وايامه ومستقبله , هي سر وجوده, هي ذاته وماهيته , هي من استطاعت فقط بندائها ان تنسيه ما مضى

No comments:

Post a Comment