Saturday, June 19, 2010

ســأنتــظر




منذ البدايه ونرى باعيننا السماء تمطر ونظن انها هي الوحيده التي تستطيع اسقاط الماء بشكل سحري جميل يخطف انظارنا للتئمل والاستمتاع , بعضنا ينتظر المطر كي يغتسل من ماضيه وينساء والبعض ينتظره كي يتمتع بدفء المناخ بعده , والاخر ينتظره كي يحيي عيناه بالوان قوس قذح بعدما تمطر .. اما انا فلم انتظر المطر ابدا فبداخلي دائما تمطر , مطرا غزيرا من دموع لم يكتب لها ان تفيض خارجي حتى الان , مطرا بسببه تكون بحر لي وحدي , بحرا استيقظت في يوم ووجدت نفسي في اعماقه مكبل , في ظلمة مياهه اختنق ,, لا وجود للهواء ولا وجود للموت ! كل نقطة من بحري هي حرف في كتاب , كتاب ماض لم تكتب له النهايه حتى الان , فالبحر تزداد مياهه والكتاب تزداد صفحاته , اشعر بضغط الماء يزيد وانا مكبل باطنان من حديد وكلما زاد الضغط كلما ضعفت محاولاتي في فك هذه القيود ! الا يوم من يبحر بسفنه في بحري , يستمحي عيناي التوقف , يرجوها عدم البكاء , يريها نورا به تجف انهارها ! سئمت النداء , الا يوجد من يسمعني , لا انه يوجد ! يوجد من بهناك , يتقدم يريد مساعدتي , يحاول مثلي , يبحث عن شئ يدمر به قوة اغلالي , يحاول محو بعض الصفحات من كتابي , يحاول كتابة شئ جميل بخط يديه المنير , ولكنه ما زال يحاول , ولكن يوجد اخر هناك يحاول ايضا , يحاول ان يصنع من الاغلال ما هو اضخم كي يكبل به منقذي , مسرعا وبكل جهد يعمل على سرقة قلمه ! يصعد الى سطح مياهي وينظر لعيناي ويخيفها كي لا تتوقف عن البكاء , وينزل ليكمل خطواته في القضاء على نور ما اقتحم اعماق مياهي , انظر اليهما وانا عاجز عن المساعده , عاجز عن التحرك ! انطفئت نيران قوتي , بدئت اشعر بالضعف ثانيتا ,, فقدت الامل فيمن كان هناك يريد مساعدتي , جلست وسط قيودي , منطوي منتظر صعودي , وكلما انفتحت عيناي , كلما رائيت هذا الاخر يعمل بقوة اكبر على ابقاء ما هي عليه حياتي , اسئله لما تفعل هذا فلا يجيب , احاول ان اتوسل اليه فلا يتئثر ,, ضعفي و احتضاري لا يئثران ,, ولكن كل ما اجده منه , نظره , نظره تشعرني ان للامل وطن اخر ليس بوطني , وان ظلام اعماقي سيذداد يوما بعد يوم ! ظننت ان بموت هذا الاخر حريتي , بانتهاء انفاسه ستكون نهاية لمعاناتي , فانتظرت وسانتظر في هذه الظلمه الى ان يموت ويسمح لنوري بان يتخلل ذرات مياهي , ويمسك بيدي ويخرجني لسطح مياهي كي اأمر عيناي بالتوقف عن البكاء , وانتظر في العام القادم الشتاء , فلاول مره ستكون الامطار خارجا تراها عياني مبتسمه , فاقف تحتها كي تمحي صفحاتي وتخطلت مياهها بمياه بحري فلا استطيع ان اشعر بشئ الا دفئ المناخ بعد ذلك . سانتظر وانت يا ايها الاخر ستموت وبعدها ساحيا
!

No comments:

Post a Comment