Saturday, June 19, 2010

أشـــارة مــرور


يداه هاربتان داخل معطفه من برد مؤلم
خطواته بطيئه
لا يعلم في اي الشوارع كان
نور خافت يعم المكان
لا يرى من الناس ما يجعل للمكان حركه
يظن انه لا يسمع الا صوت خطواته
يقف
يُركز اكثر
يشعر بأصوات من كثرتها سينفجر عقله
ينظر هناك
وهناك
لا شئ
من اين تأتِ هذه الاصوات
أبتعدي
اتني تؤذيني
لم تكتف اذناه بسماع صوت صرخات مضت
صوت خطوات مضت
مفرحه او حزينه كانت لا يكترث
فكل ما يعلمه ان ما يسمعه يقتله
بـل تداخلت اصوات الحشرات
واوراق شجر يلامسها الهواء
مع كل ما يسمعه
ليشعر انه داخل ملهى ملئ بالاصوات
فجأه
يصرخ
و يصرخ
كـــفـــايـــه
وكأنه استجمع كل قواه في هذه الصرخه
لينحني بعدها واضعا يداه على ركبتيه
هدوء فظيع يعم ارجاء عقله
لا يلبث الصمت ان زاره
الى ان رجعت هذه الهمسات القاته داخله
ولكن الان بشكل اعنف
لا
لا
لا
لست بضعيف
لست بضعيف
سأقضٍ عليكي
استطيع
سأفعل
أتريد ان ترى يا من بصوتك تقتلني
وبكل الامي تذكرني
لماذا بعدما قتلتك تطارني
انت تعلم لماذا فعلت
ماذا كنت تتوقع
بسببك قُتلت عشرات المرات
كنت تعيش بالفطره
وكنت انا اتعذب
لم اتخلى عنك
بل تخليت عن سبب كل جراحي
اخرج مني
اتركني ارجوك
أصمت
لا تُكمل

انها حمراء
انه لا يتوقف !!

لـــقــاء الــروح





وجد نفسه يبكي بين زراعيها
حينها لم يستطيع ان يمنع دموعه من اقتحام اسوار عينيه,
نظر اليها وتذكر ....


تذكر ان نهاره ذلك اليوم لم يكن كآي نهار
فقد كان لشمس ذلك اليوم دفئء خاص لم يشعر به من قبل .
شعر وكأنها تطلب منه الاستيقاظ

استيقظ مبتسما على عكس عادته
لاول مره يشعر ببدايه يومه
فقد كانت بداية يومه دائما كنهايته
ورغم هذه التغيرات الا انه لم يلحظها

فقد كان يشعر ان شيئا ما سيحدث بل كان هذا هو الاحساس الوحيد المسيطر عليه في صباح يومه الغريب الذي جعله فاقد للذاكره

لحظه استيقاظه نسى كل ما مضى من ايامه وبدون اي سبب يدور بخاطره


فتح خزانة ملابسه وجمع منها القليل من النقود والملابس دون ان يشعر
كان يبدو كالمخدر ولكن بصوت الطيور ودفئ شمس صباحه الساحر

اخذته قدماه لخارج باب منزله الصغير الذى كان يسكنه فى قريه جميله يسكنها القليل من اهله واصدقائه
دون ان ينظر خلفه سبقته عيناه الى اللا معروف من الاماكن

فقد بداخله يشعر هذا المكان ويراه بل ويستنشق نسيمه ويلمس بأطراف صوابعه ازهاره , وعندما فتح عيناه اخذ يمشي وهو ينظر امامه بدون ان يفكر فيما مضى من ايام

بدأ يبتعد واعين الناس تترقبه , تستعجب الى اين هو ذاهب فلاول مره منذ خمسة وعشرون عاما يسافر ويترك قريته

وهو كل ما يدور بخاطره أن ما مضى من فقدان للهويه وتخبط داخل ايام لم تكن الا ايام حزن كل هذا قد انتهى
فقد كان يشعر انه راحل كى يلتقي بنفسه , ليتعرف على ذاته , ليكتشف سر حياته




أستجمع قواه واخذ في المضي عابرا جبال وانهار يقابل من البلاد اغربها ومن الناس اعجبها , ومن القلوب اطهرها
و لكن

لم يستوقفه كل هذا فمازال يشعر ان ما خرج لاجله لم يقابله بعد

ظل يمشي الى ان نفذت نقوده و طعامه وقف وقد كان ابتعد عن اى مكان به بشر

كان يفكر وهو ضعيف القوه , هل يرجع ام يكمل مسيرته
نظر امامه لم يجد من العلامات ما يدل انه سيقابل المزيد من البلاد
وتذكر انه منذ ان خرج من منزله لم ينظر خلفه حتى ولو لمره واحده

حينها وقف محاولا ان يدرك ما هذا الشعور الذي جعله يتخذ قرار في عدم العوده وان يكمل ما بدأ

ظل يسير وهو يشعر ان هناك ضوء داخله يرشد قدماه الى مكان سيكون له وحده , مكان سيجد فيه ضحكته وذاته , كلما شعر هذا الاحساس كلما ازدادت قوته

ولكن كلما نظر الى الامام ايضا كلما بدأ يفقد ايمانه بما داخله من احساس فليس هناك الا المزيد من الجبال , جبال عاليه اذا استطاع ان يعبر اولها فسيموت تعبا الى ان يصل لثانيها



كانت هناك حرب بين رغبته في معرفة سر خروجه وسر اختلاف صباحه هذا اليوم وبين فقدان الامل في اي لحظه

استطاع ان يحارب ما بداخله من يأس وفقدان للامل وتقوي النور الذي بداخله نور ولِد منذ اول يوم خطت قدماه مشوار حياته كلها .

ولكن لم يستطيع ان يحارب احتياج جسده للطعام وشعر بتعب شديد
بدأالنور بداخله يضعف ويفقد امله في الذي خرج لاجله

استلقى على الارض يصارع تعبه وضعفه الى ان سرقته لحظات نوم عميق شعر في اولها انه لن يفتح عيناه بعدها ابدا وانها ستكون اخر لحظاته


لم يكن يعلم انه اقترب كثيرا من حلمه تضعف دقات قلبه , تقل انفاسه , تخرج دموعه لتلمس خديه لاخر مره

وقبل ان يودع الحياه سمع صوت في رقته يشبه الناي , صوت غناء لامرأه
خُلقت لتكون للجمال اعلى مثال , كانت ترتدي زي الملكات , تجول تهامس الزهور وتغني باحلى الكلمات , كلما اقترب صوتها منه كلما زادت انفاسه


وحينها رأى بعيناه الضعيفتان نور طلتها شعر دقات قلبه تزداد سرعتها , حاول ان يستجمع قواه مرة اخرى ويقف ليقترب منها اكثر , ولكن اذ به يخطو خطوتين وفي الثالثه يقع ولكن هذه المره وقع بين يديها , فاذ به يبكي بين زراعيها , لم تستطع سعادته ان تمنع دموعه من اقتحام اسوار عينه


نظر لها ولمس خداها بيده , حاول ان يتكلم , ان يهمس , ليسألها عن سر وجودها هنا وحدها , وحدها في بلاد ابعد من ان يصلها مخلوق , وضعت يدها على شفتاه قائله , لقد طالت مدة انتظاري ملاكى


حينها اخبرته دقات قلبه ان من تحتويه بذراعيها هي ما كان يبحث عنه , هي ضحكته وايامه ومستقبله , هي سر وجوده, هي ذاته وماهيته , هي من استطاعت فقط بندائها ان تنسيه ما مضى

صــحــوة قــلــب





كان مجرد اداة لضخ الدم بداخلي بنبضاته وكان هذا الطبيعي بين كل البشر , الى ان اصبح لنبضاته مذاق اخر بعدما رائيت عيناها وابحرت في بحرهما بمركبي الصغير بدون شراع تائه لا استطيع ان ارسى على بر كلمات اصف بها هذا الجمال , حينها اصبح قــلــبي ليس بمجرد عضو يضخ دمي فقط لكنه اصبح مصدر لحب لم ار له مثيل ومصنع لمشاعر كانت موادها الخام حنان و رقة وجمال و طيبة صاحبة هاتان العينان ,, اصبح مصدر لابتسامه سرقتني من دنية احزاني وبئر الامي ,, حينها اصبح قلبي ينبض ليس فقط من اجل دمي بل من اجل من اصبحت يجري بدمي عشقها وحبها , من اجل انسانه اتخذت من الانسانيه مبداء و سرقت من الملائكه صفاتهم فاصبحت مزيج بين انسانية تكفي لتجعل عالمنا بلا كره وملائكيه تجعلها تسرق قلب كل من يلمح بعينه نور طلتها ,, فكانت ابتسامة الحياه لساكنيها , من اجلها كانت تشرق شمس الحياه ولاجلها يتصارع معها قمرها كي يراها ليلا , عيناها كسلطان ليس له حدود على الفرحه فبهما قدرة لرسم الابتسامه على شفاة كل من يراهما ,, احبها كل من رأها , عشقها كل من مر بجانبها ,, عذبت من القلوب مئات وكرهها من البنات عشرات , فحسنها لم يجعل لغيرها من جنسها وجود , دلالها كانت تبتسم له كل الورود , كفراشة تطير على ارض تعتبر وجودها فقط كان لقدماها ,, لها لمسه تذيب اي هم او دموع , تتصدع جدران دمعي وتتساقط لتختفي في اعماق النسيان فقط عندما اراها , احبك يا من امتلكتي في حياتي كل مناها , احبك يا من بحبك ملئتي بالفرح بحار كوني بعد ماض بقساوة ايامه افضاها ,, احبك يا من لكلمة وداع من قاموسي حذفتي ,, حيث كخلايا جسدي اصبحتي ,, لا تفارقيني واذا حدث تعود لتكونك من جديد انسجتي ,, اتعلمين من انتِ ؟ انتِ هذا الضوء الذهبي عندما تلامس شمس ضحكتك سنابل قمحي , انتِ زرعة لا تصلح لتزرع في ارض غير ارضي ,, انتِ كنتي ومازلتي السبب في صحوة قلبي .
احبك يا نور انار لي زمني .. و اخذ مني نفسي

الــى مــتــى..يـا أبــي




الى متى , الى متى ساظل تائه بميداني , اتخبط هنا وهناك لا ارى معالم لوجداني , استيقظ نهارا فاقد للامل عنوان , وابداء الخطوات على درب ملئ بالاحزان ,اشعر في يومي بحرب فيها انا المنهزم ,مع كل فكرة تسقط للفرح الالاف الجنود ,اشعر بجسمي ولكن اين ذهب الكنز الروحاني ,مجرد اعضاء تعمل وتحرك اقدامي , تحركها نحو طريق مظلم امشيه وعيناى لا ترى , اتجول به كالباحث عن شخصه ولكن لا استطيع , لا استطيع ان ارى ما بداخلي , امد يدي ترشدني ولكن اذ بيدي ترشدني لما هو جاني ! وكيف لعيني ان ترى وليدي ان تلمس ولقدامي ان تخطو في طريق انا نفسي نسيت عنوانه ! مُحيت من داخلى احرف الحياه فأصبحت كالجاهل لا يستطيع فك شفراتها ,لا استطيع فهم لغتها ,اصبح من الصعب الشعور بروحها ,كالبدائي انا اريد ان استعلم عن ما بداخلى , ولكنى كنت اعلمه ! فاين ذهب ما كنت اشعر به ! اين ذهب تئكدي من فرحتي , ولاين رحلت دمعتى ؟؟ لماذا لا استطيع تحديد هويتي ؟ هل انا بلا روح , مجرد جسد يعيش من اجل ان يموت . يقتلني فقداني لنفسي ,يُشعرني كائني ميت ولكنه قبري اصبح اكبر بكثير من مساحتِه ! الى متى سأظل ابحث وكلما بحثت اكثر كلما ضاع مني اكثر ,ففي كل طريق يسقط مني شئ ما , اما احساس بالمعنى للحياه او احساس بفرحه او بحزن او حتى احساس بمعنى الخير والشر ! ففي كل مره يقل احساسي بضحكتي , سئمت الموت الداخلى , اريد ان احزن من جديد , افرح كطير يرى السماء بعدما كبرت اجنحته ! اريد ان اخرج من هذا البئر الذي لا يحتوى على ماء ! اريد ان اعلم من انا ! كمن يصعد الى سماء اهدافه انا ولكن مكسور هو سُلمي , صعدت مئات الخطوات ووصلت لخطوه ارى بعدها فراغ , فكيف سأكمل وانا لا اعلم ما بداخلى ! كيف ساكمل وانا فارغ اجوف كالقبر بعدما يتحلل صاحبه ! تلاقت شمس يومي مع قمره فاصبحت لا اعلم ليل ام نهارا اعيشه , ماتت الروح داخل جسد منحنى من كثرة همومه , هموم تحولت لحمل فوق ظهري احمله , ومن كثرة ثقلها تغلغلت الى ان وصلت لمراكز الاحساس ودمرتها كمن يقتل بلا رحمه , نسفتها حتى اصبحت لا تعلم ما هو الذي تشعر به ! فيا من بافعالك ثقبت قلبي وجعلته ينذف ونذيفه لم يكن بدماء بل لكل معاني الحياه ,يا من قتلتني وانا في العشرين من عمري وجعلتني بكلمات مثل هذه كاتبٍ ,استمحيك الرحيل فانا لكرهك لست بمحتمل ,ساذهب واكمل في طريق رسمته لي يدك ووضعت معالمه سفالتك , ساذهب واتمنى العوده بعدما تكون تحللت جثتك و انتلقت روحك النجسه الى مقبرك

ســأنتــظر




منذ البدايه ونرى باعيننا السماء تمطر ونظن انها هي الوحيده التي تستطيع اسقاط الماء بشكل سحري جميل يخطف انظارنا للتئمل والاستمتاع , بعضنا ينتظر المطر كي يغتسل من ماضيه وينساء والبعض ينتظره كي يتمتع بدفء المناخ بعده , والاخر ينتظره كي يحيي عيناه بالوان قوس قذح بعدما تمطر .. اما انا فلم انتظر المطر ابدا فبداخلي دائما تمطر , مطرا غزيرا من دموع لم يكتب لها ان تفيض خارجي حتى الان , مطرا بسببه تكون بحر لي وحدي , بحرا استيقظت في يوم ووجدت نفسي في اعماقه مكبل , في ظلمة مياهه اختنق ,, لا وجود للهواء ولا وجود للموت ! كل نقطة من بحري هي حرف في كتاب , كتاب ماض لم تكتب له النهايه حتى الان , فالبحر تزداد مياهه والكتاب تزداد صفحاته , اشعر بضغط الماء يزيد وانا مكبل باطنان من حديد وكلما زاد الضغط كلما ضعفت محاولاتي في فك هذه القيود ! الا يوم من يبحر بسفنه في بحري , يستمحي عيناي التوقف , يرجوها عدم البكاء , يريها نورا به تجف انهارها ! سئمت النداء , الا يوجد من يسمعني , لا انه يوجد ! يوجد من بهناك , يتقدم يريد مساعدتي , يحاول مثلي , يبحث عن شئ يدمر به قوة اغلالي , يحاول محو بعض الصفحات من كتابي , يحاول كتابة شئ جميل بخط يديه المنير , ولكنه ما زال يحاول , ولكن يوجد اخر هناك يحاول ايضا , يحاول ان يصنع من الاغلال ما هو اضخم كي يكبل به منقذي , مسرعا وبكل جهد يعمل على سرقة قلمه ! يصعد الى سطح مياهي وينظر لعيناي ويخيفها كي لا تتوقف عن البكاء , وينزل ليكمل خطواته في القضاء على نور ما اقتحم اعماق مياهي , انظر اليهما وانا عاجز عن المساعده , عاجز عن التحرك ! انطفئت نيران قوتي , بدئت اشعر بالضعف ثانيتا ,, فقدت الامل فيمن كان هناك يريد مساعدتي , جلست وسط قيودي , منطوي منتظر صعودي , وكلما انفتحت عيناي , كلما رائيت هذا الاخر يعمل بقوة اكبر على ابقاء ما هي عليه حياتي , اسئله لما تفعل هذا فلا يجيب , احاول ان اتوسل اليه فلا يتئثر ,, ضعفي و احتضاري لا يئثران ,, ولكن كل ما اجده منه , نظره , نظره تشعرني ان للامل وطن اخر ليس بوطني , وان ظلام اعماقي سيذداد يوما بعد يوم ! ظننت ان بموت هذا الاخر حريتي , بانتهاء انفاسه ستكون نهاية لمعاناتي , فانتظرت وسانتظر في هذه الظلمه الى ان يموت ويسمح لنوري بان يتخلل ذرات مياهي , ويمسك بيدي ويخرجني لسطح مياهي كي اأمر عيناي بالتوقف عن البكاء , وانتظر في العام القادم الشتاء , فلاول مره ستكون الامطار خارجا تراها عياني مبتسمه , فاقف تحتها كي تمحي صفحاتي وتخطلت مياهها بمياه بحري فلا استطيع ان اشعر بشئ الا دفئ المناخ بعد ذلك . سانتظر وانت يا ايها الاخر ستموت وبعدها ساحيا
!